الجمعة, 16 تشرين الأول 2009 - مؤتمر القديس غريغوار دي ناريك الدولي الثاني في الكسليك

 

مؤتمر القديس غريغوار دي ناريك الدولي الثاني في الكسليك

 

naregatsi
من 12 الى 14 تشرين الأول 2009، نظّمت البطريركية الأرمنية الكاثوليكية، بالتعاون مع كلية اللاهوت الحبرية ومعهد الليتورجيا في جامعة الروح القدس - الكسليك، والمعهد الحبري للعلوم الشرقية في روما، المؤتمر الدولي الثاني بعنوان "القديس غريغوار دي ناريك وليتورجيا الكنيسة" تكريماً للقديس اللاهوتي الصوفي غريغوار دي ناريك (945-1004)، وذلك برئاسة كاثوليكوس بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر، وبرعاية ومشاركة رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، ورئيس مجمع العقيدة والإيمان الكاردينال وليام جوزيف ليفادا، وبطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة والرئيس الأعلى لكلية اللاهوت الحبرية في جامعة الروح القدس- الكسليك الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير،.

 

انعُقد هذا المؤتمر الدولي الثاني في قاعة المؤتمرات لجامعة الروح القدس في الكسليك ، بعد تنظيم المؤتمر الأول في المعهد الحبري الشرقي في روما في كانون الثاني 2005، في إطار المئوية السادسة عشرة (405-2005) للآداب الأرمنية وبالإستناد الى مؤلفه "كتاب المراثي". شارك محاضرون من بلدان وجنسيات مختلفة في الندوات طوال ثلاثة أيام، والتي ركّزت على المكانة المركزية لليتورجيا في فكر القديس غريغوار، خاصة في "كتاب المراثي".

 

خلال الجلسة الإفتتاحية، اعتبر رئيس جامعة الروح القدس الأب هادي محفوظ "أن هذا المؤتمر الدولي هو مناسبة لتكريم شاعر ولاهوتي وصوفي أرمني كبير من القرن العاشر. كما يتيح فرصة للتعمق في ليتورجيا الكنائس الشرقية وبالأخص تلك التي ترتبط بذكرى القديس غريغوار وتعكس صفاء روحه وعمق إيمانه الموجودين حتى اليوم في صلب صلوات الكنيسة الأرمنية". وأضاف: "لا شك أن الشعب الأرمني، الذي نعرف لأي حد وصلت معاناته وآلامه، في بداية القرن العشرين، قد استمد قوته وقوى إيمانه في الأوقات الصعبة بفضل تقوى وحكمة جميع القديسين ومن بينهم القديس غريغوار"، لافتا إلى أنه "كان متواضعا ومحبا للغير وقد بذل نفسه من أجل خدمة شعبه من خلال كتابة الرسائل والأناشيد والعظات. وهو لا يزال حتى اليوم مثالا حيا على اصطفاء الإنسان في القرن الواحد والعشرين في وجه التحديات التي تحيطه من كل جنب".

من جهته، توجّه عميد كلية اللاهوت الحبرية في جامعة الروح القدس- الكسليك الأب بولس روحانا بالشكر للبطريركية الأرمنية الكاثولكية التي أخذت على عاتقها تنظيم مؤتمرين في أقل من خمس سنوات في روما والكسليك، بهدف تعريف الأجيال الجديدة على أعمال القديس غريغوار، رمز الروحانية الأرمنية عبر العصور. كما شدد في كلمته على العلاقة بين التقليد الأرمني والتقليد السرياني.

أما غبطة الكاثوليكوس البطريرك نرسيس بدروس التاسع عشر ألقى كلمة أكد فيها "أن القديس غريغوار دي ناريك هو أفضل من أثبت أن صلاة المؤمنين الفردية والجماعية والأسرار المقدسة هي ثلاثة أركان في الكنيسة لا تنفصل أبدا"، لافتا إلى "أن جميع الجهود الروحية التي بذلها القديس غريغوار دي ناريك تهدف إلى اكتساب فسحة من النعمة الإلهية والحرية من خلال الصلاة حيث يلتقي الإنسان بالله ويهتدي إليه متضرعا. ولكن مهما كان دعاء المتضرع حميما والأبواب حوله مغلقة، فالصلاة لا يمكن أن تكون فردية بحت. حتى ولو كنا وحدنا، فنحن نقول "أبانا" وقد علمنا يسوع "حيث يجتمع اثنان باسمي أكون الثالث بينهما".

وفي ختام الجلسة، ألقى غبطة البطريرك الكارينال صفير بعنوان "معرفة الله والليتورجيا". واعتبر "أن كلمة الله تتجسد على أفضل وجه من خلال العمل الليتورجي". ولفت إلى "أن الليتورجيا تتغذى من الكتاب المقدس الذي يجسد كلمة الله، وتتثقف من الروح القدس الذي يجدد وجه الأرض"، مؤكدا "أن الليتورجيا التي نحسن فهمها وعيشها تفسح لنا المجال للتعرف على الله وتسمح للمؤمن باكتشاف نفسه عن كثب، كما فعل القديس غريغوار دي ناريك بذاته".

 

تناول جدول أعمال المؤتمر أيضاً إعادة إحياء التقاليد الروحية والليتورجية المشتركة بين الكنائس الشرقية، مع البحث في الآثار المتبادلة من أجل إكتشاف وتقييم خصائصها الغنية في مجالات اللاهوت ونظرية الزواج وأمور الأسرار الكنسية الروحية والليتورجية.   

 

وعقب الإنتهاء من أعمال مؤتمر "القديس غريغوار دي ناريك وليتورجيا الكنيسة"، جال المشاركون بالمؤتمر على دير مار انطونيوس خشباو في غزير ودير غوسطا في منطقة كسروان، قبل أن يتوجه الوفد الأرمني الى دير سيدة بزمار، حيث كان في استقباله رئيس الدير المونسنيور ميكاييل موراديان الذي قدّم في هذه المناسبة ميدالية تذكارية للوفد لمرور 250 سنة على تأسيس الدير، وأقام له مأدبة غداء تكريمية.

 

الصفحة الرئيسية | خريطة الموقع | الدليل | مراجع مفيدة | إتصل بنا
ابحث في الموقع: 
اقرأ هذه الصفحة باللغة :    
جميع حقوق النشر محفوظة © للكنيسة الأرمنيّة الكاثوليكيّة