الجمعة, 10 أيلول 2010 - ندوة في المركز الكاثوليكي عن الشراكة بين الكنائس


ندوة في المركز الكاثوليكي عن الشراكة بين الكنائس
تحدث فيها البطريرك بادروس والمطرانان الراعي وحداد

جريدة الأنوار 08/09/2010

 

عقدت ظهر امس ندوة صحافية في المركز الكاثوليكي للاعلام بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام بعنوان: الشركة بين الكنائس ضمن سلسلة ندوات وثيقة أداة العمل لجمعية سينودس الأساقفة الخاصة بالشرق الأوسط، برئاسة رئيس اللجنة المطران بشارة الراعي، شارك فيها:البطريرك نرسيس بادروس التاسع عشر، متروبوليت صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد، مديرة الوكالة الوطنية للاعلام لور سليمان صعب، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده أبو كسم.

 

وحضر أمين سر اللجنة الأب يوسف مونس، المسؤول عن الفرع السمعي - البصري في المركز الأب سامي بو شلهوب، رئيس نورسات الفضائية ريمون ناضر، الأمين العام لجمعية الكتاب المقدس مايك بسوس، الأب وارطان كازانجيان، منسقة مركز التراث الماروني اللبناني في أوستراليا المحامية بهية أبو حمد، وعدد كبير من المهتمين والإعلاميين. وقدم للندوة وأدارها المحامي وليد غياض.

 

المطران الراعي

 

بعد الوقوف دقيقة صمت وصلاة عن روح عضو اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام الأخت ماري روجيه الزغبي، رحب المطران الراعي بالحضور، وقال: لجمعية سينودس الأساقفة الخاصة بالشرق الأوسط هدف مزدوج، هو أولا تثبيت المسيحيين في هويتهم المسيحية وتقويتها بواسطة كلمة الله ونعمة الأسرار، وثانيا إحياء الشركة الكنسية في كل كنيسة ذات حكم ذاتي، وبين الكنائس حتى تستطيع كنائسنا بواسطة رعاتها وأبنائها وبناتها ومؤسساتها في هذا الشرق، تأدية شهادة مسيحية حقة، فرحة وجذابة الفقرة 3.

 

اضاف: نحن نؤمن بأن هذه الجمعية السينودسية عنصرة جديدة لكنائسنا في بلدان الشرق الأوسط، يلهمها الروح القدس ويقودها، بفضل صلة الكنيسة التي ترافق أعمال الجمعية في روما من 10 تشرين الأول المقبل الى 24 منه، وتشاورات الآباء واستلهام أنوار الروح. والكل يجري من خلال قراءة واقع المسيحيين والكنائس في هذا الشرق وتشخيص التحديات التي يواجهونها، في ضوء كلمة الله.

 

واشار الى ان الحركة السينودسية فتمر بأربع مراحل: قراءة أوضاعنا في الشرق الأوسط، تثبيت الهوية المسيحية، عيش الشركة الكنيسة، وتأدية الشهادة المسيحية مع تحديد مجالاتها.

 

البطريرك بادروس

 

وتحدث البطريرك نرسيس بادروس التاسع عشر عن المعنى اللاهوتي للشركة الكنسية، فقال: يتحدث القديس بولس عن الإفخارستية على أنها شركة في جسد المسيح ودمه. وعلينا أن نفهم جليا معنى كلمة جسد وكلمة دم. ففي الكتاب المقدس الجسد لا يشير إلى جزء من الإنسان، بل إلى الإنسان بكامله. والدم لا يشير إلى جزء من الجسد، إنما هو يعبر عن حالة خاصة بالإنسان، وهي الموت.بينما نقول ان الإفخارستية هي سر جسد المسيح ودمه، نقول انه سر حياة الرب يسوع وموته، السر الذي يجعل حاضرا في الوقت نفسه تجسد المسيح وموته الخلاصي.إن الإفخارستية ليست فقط شركة بين المسيح وإيانا، بل هي أكثر من ذلك، فهي إتحاد وإنصهار روحي مع المسيح. هذا ما عبر عنه القديس بولس إلى أهل غلاطية حين قال: لست بعد أنا الحي، بل المسيح هو الحي في 2/20.

 

وتابع: بالنسبة إلى البعد الأفقي للشركة، إن الإتحاد بجسد المسيح السري هو الإتحاد بكنيسته وبأعضائها. والأفخارستية هي التي تحقق الوحدة بين أعضاء المسيح بعضهم مع البعض. وما تشير إليه علامتا الخبز والخمر يعبر عن المستوى المادي المنظور ما يحققه سر الأفخارستية على المستوى الروحي. ولكن هذا الإتحاد لا يحققه السر بمفرده، أي بدون إلتزامنا. فأنا لا أستطيع مثلا أن أنفصل عن أخي وأتناول سر الأفخارستية، لأنني لا أستطيع أن أرفض أخي من دون أن أرفض، في الوقت نفسه، المسيح ومن دون أن أنفصل عن الوحدة. فالمسيح الذي يأتي إلي في سر الأفخارستية هو نفسه الذي يتحد بالأخ الذي أنا لا أتحدث معه. بمعنى آخر، سر الأفخارستية يوحدنا مع المسيح بقدر ما يوحدنا مع بعضنا البعض.

 

وختم: نحن نؤكد أن سر الأفخارستية يفترض الإتحاد الكنسي الكامل، وهذا صواب. ولكن يجب ألا ننسى أن للافخارستية دورا آخر. فالإفخارستية مدعوة بطبيعتها الى أن تعزر روح الشركة وتنشطها بين جميع المسيحيين. بهذا المعنى، الأفخارستية ليست فقط نتيجة الوحدة، بل هي أيضا سببها. علينا أن نعجل اليوم الذي نستطيع فيه أن نشترك في الخبز الواحد ونظهر أننا بالفعل جسد واحد. فهذه هي رغبة جميع المسيحيين ورغبة سيدنا يسوع المسيح أيضا الذي قال: ليكونوا كلهم واحدا، كما أنك أنت في، يا أبت، وأنا فيك، ليكونوا هم أيضا واحدا فينا، لكي يؤمن العالم بأنك أنت أرسلتني يوحنا 17/21.

 

المطران حداد

 

ثم تحدث المطران ايلي حداد عن الشركة بين الأسقف والأكليروس والعلمانيين فقال: لا تقوم كنيسة إلا بكل أبنائها وقد وزع القانون الكنسي فئات المؤمنين إلى ثلاثة: الإكليروس والرهبان والعلمانيون. وكل نشاط يقوم به أحد هؤلاء يجب أن يتكامل مع الآخرين وإلا أتى النشاط مبتورا غير متكامل. لقد علم المسيح تلاميذه أن يذهبوا معا إلى الرسالة ولم يطلب أبدا من أحدهم أن يبشر بمفرده. والبشارة بواسطة الجماعة، كل الجماعة الكبار والصغار، العلماني والراهب والكاهن والأسقف هي عمل محبة أولا حيث يجتمع كل أعضاء الجماعة حول هدف واحد بقلب واحد متخطين كل أنواع الصعوبات التي تعترضهم بوحي المحبة.

 

اضاف: الشركة تبدأ أولا بالاتحاد مع الأسقف، فحيث الأسقف هناك الكنيسة. وكل عمل في الكنيسة يتم خارج الوحدة والشركة مع الأسقف إنما هو عمل خاص وشخصي، أكان مصدره كاهنا أم علمانيا وجبت شركة السلطة التي هي شركة المحبة. إن شركة المحبة تنفي روح التسلط في الكنيسة، وبالتالي فإن الأسقف هو بمثابة الأب، والمؤمنون هم أبناء. هذا ما جاء في الإنجيل، أن الرب يدعونا أبناء لا عبيدا. من هذا كله نستنتج أن العلاقة بين أفراد الكنيسة هي علاقة خدمة. فالكل يخدم الكل لمصلحة واحدة: خلاص الكل.

 

وتابع: يطلب من الأسقف والكاهن اليوم التعمق أكثر في عيش القيم الإنجيلية من وحي مبدأ الخدمة. وبهذا يعطون الآخرين نموذجا مسيحيا. إن ما يمر به الجسم الكهنوتي اليوم من بعض الصعوبات، ولنقل من بعض الشواذات، إنما هو متأت من سوء اختيار بعض الدعوات وعدم فحصها في المراحل الإعدادية وفي المراحل اللاحقة أيضا. وهذا أعطى الكنيسة اليوم درسا ولو قاسيا بأن تتنبه لهذا الشأن وتعيد إلى المصاف الكهنوتي حلته وغايته البهية الأساسية.

 

وقال: مما لا شك فيه أن للعلماني دورا أساسيا أيضا، لا بل دعوة خاصة في تحريك أطر المجتمع البشري برمته تحريكا مسيحيا يهدف إلى اكتشاف عمق قلب المسيح الإنسان الذي امتاز بالرفعة والنزاهة والمساواة والعدالة وكل أشكال القيم الإنسانية، لكنه زاد على ذلك قيمة المحبة التي تفوق قيمنا الإنسانية وتتخطاها لتصل إلى الإله الحقيقي. بفعل معموديتنا، نحن مدعوون إلى عيش النعمة الحقيقية الساكنة فينا، أفرادا وجماعات، والانطلاق إلى تأسيس خطة عمل جماعية تؤدي غرض الكنيسة في الوجود الجغرافي والتاريخي معا، ونحافظ على أرضنا وملكياتنا التي هي عطية من الله وعلامة الرسالة التي أولانا إياها في منطقة العيش المشترك في الشرق الأوسط عموما ولبنان خصوصا.

 

وختم: واجب كل مؤمن في أي ديانة أن يحافظ على أرضه، ومنها على إيمانه لينشر قيم الأديان. وهكذا نبني كلنا شرق أوسط جديدا أراده المسيح مهد الديانات والقيم وليس كما يريده السياسيون.

 

سليمان

 

ثم تناولت مديرة الوكالة الوطنية للاعلام موضوع الشراكة بين الكنيسة والعلمانيين، فقالت: كنت أفضل أن يكون عنوان ندوتنا الشراكة في الكنيسة، التي تضم الاكليروس والعلمانيين معا. فأنا من خلال تجربتي ولا سيما أنني زوجة كاهن، اعتبر ان هناك شراكة حقيقية بين الاكليروس والعلمانيين ضمن عائلتي الصغيرة، من هنا أقول إن دور العلمانيين في الكنيسة أساسي وتأتي وسائل الإعلام الحديثة لتكون اللاعب الأول في البشارة الجديدة أو المتجددة.

 

أضافت: منذ المجمع الفاتيكاني الثاني كان للكنيسة مكرسون وعلمانيون، وكان لها تعاليمها وبرامجها.وللعلمانيين دعوة ورسالة هما جزء من دعوة الكنيسة ورسالتها، في علاقة من التلازم والتكامل، على أساس مساواة حقيقية نور الأمم 32 بين جميع أعضاء الكنيسة تجمعهم رسالة واحدة.ليس الإعلام نشاطا إضافيا أو ثانويا في حياة الكنيسة، بل هو ضروري جدا، بحيث أن إهمال استخدام هذه الوسائل - في نظر البابا بولس السادس - هو خيانة للمسيح بالذات، لذلك فالكنيسة تكون إعلامية أو لا تكون، الويل لي إن لم أبشر يقول بولس الرسول.

 

وتابعت: وكما للعلمانيين دور وواجب في الكنيسة، كذلك للكنيسة دور أساسي في حياة العلمانيين، وعليها أن تقوم بواجباتها تجاههم. من هنا أرى أن كل علماني معمد بالمسيح، يستطيع أن يكون شريكا في الكنيسة، وكل بحسب اختصاصه، ولكن علينا أن نعرف كيف يمكن أن تكون هذه الشراكة، فالشراكة لا تكون بالصلاة وبتطبيق تعاليم الكنيسة فحسب، بل بالمشاركة في اتخاذ قرارات تتعلق بالكنيسة. ففي الكنيسة نرى الكثير من العلمانيين الملتزمين والمثقفين، ولهم أدوار مهمة في المجتمع، فمن خلال هؤلاء الأشخاص نستطيع أن نبني شراكة حقيقية في الكنيسة.

 

ورأت أنه علينا أن نفتش عن المعوقات التي تحول دون تحقيق هذه الشراكة وإيجاد الحلول لها.

 

الخوري ابو كسم

 

وقال الخوري ابو كسم: إن الشركة الكنسية هي ضمان استمرار رسالة الكنيسة هذه الشركة التي جسدها السيد المسيح بتجسده، فأشركنا بناسوته ولاهوته من خلال موته وقيامته ورفعنا معه إلى السماء بصعوده، سر القيامة هو الشركة مع الله بواسطة يسوع الفادي، نعم إن الشركة التي رسمها السيد المسيح هي شركة الصليب، الذبيحة التي نعيشها كل يوم في سر الافخارستية. وعلى مثال شراكة المسيح الفادي، يجب أن تكون شراكة الكنيسة بين خلفاء السيد المسيح الرسل الأساقفة والكهنة والرهبان والرهبات والمرسلين والجماعة المسيحية. شركة أفقية وعمودية في تفاعل مستمر في سبيل حمل البشارة إلى كل العالم من خلال عيشنا للمحبة.

 

واضاف: السؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا اليوم، في ظل التشرذم بين المسيحيين في لبنان على المستويات كافة من دون استثناء والتقهقر المسيحي في البلدان العربية: أين نحن من شركة الصليب المرتكزة على التضحية والفداء والمحبة؟ أين نحن من جماعة المؤمنين الذين كانوا قلبا واحدا وروحا واحدة وكانوا يتشاركون كل شيء لهم؟ أما على صعيد الشراكة بين الكنائس الكاثوليكية، والكنائس ذات الحكم الذاتي، كما جاء في أداة العمل، فان هذه الشراكة هي الطريق المؤدي إلى الوحدة بين الكنائس التي يصبو إليها جميع المؤمنين المسيحيين في هذا الشرق والتي تشكل عامل استقرار نفسيا وبالتالي قوة معنوية تساعدهم على التشبث بأرضهم والتمسك بإيمانهم وتفعيل دورهم الرسالي في هذه المنطقة.

 

وفي الختام، تحدثت المحامية بهية أبو حمد عن الخطوط العريضة لمشروع توأمة لتحقيق عملي للشركة بين المسيحيين المنتشرين في المدن والقرى الأوسترالية والمدن والقرى اللبنانية والذي ينظم برعاية راعي ابرشية أوستراليا المارونية المطران عاد أبي كرم.

الصفحة الرئيسية | خريطة الموقع | الدليل | مراجع مفيدة | إتصل بنا
ابحث في الموقع: 
اقرأ هذه الصفحة باللغة :    
جميع حقوق النشر محفوظة © للكنيسة الأرمنيّة الكاثوليكيّة